responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 242

 

وهم في ذلك ينحون منحى المبالغة.. فإنه إذا كان ذلك الحكم منتفياً عمن كان مشابهاً بسبب كونه مشابهاً له، فلأن يكون منتفياً عنه كان ذلك أولى.

قام بعض الحاضرين، وقال: فهل تروي لنا شيئا مما ذكره أئمة الهدى من سلف هذه الأمة وصالحيها في تنزه الله عن الشبيه لتؤيد به ما تقول؟

قال ابن طاووس: أجل.. أروي في ذلك الكثير..

فقد سأل بعضهم الصادق فقال له: أخبرني أي الأعمال أفضل؟ قال: توحيدك لربّك.. قال: فما أعظم الذنوب؟ قال: تشبيهك لخالقك.

وحدث يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق فقلت: يا ابن رسول الله! إنّي دخلت على بعضهم فسمعتهم يقولون: إنّ لله وجهاً كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان! واحتجّوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى:P قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)O (ص)، وبعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة.. فما عندك في هذا يابن رسول الله؟ قال: ـ وكان متّكئاً فاستوى جالساً ـ وقال: اللهمّ عفوك عفوك.. ثمّ قال: يايونس من زعم أنّ لله وجهاً كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أنّ لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عمّا يصفه المشبهون بصفة المخلوقين.. فقوله:P.. خَلَقْتُ بِيَدَيَّ..(75)O (ص) فاليد القدرة، كقوله P.. وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ.. (26) O (الأنفال)، فمن زعم أنّ الله في شيء، أو على شيء، أو تحوّل من شيء إلى شيء، أو يخلو منه شيء، أو يشغل به شيء، فقد وصفه بصفة المخلوقين، والله خالق كلّ شيء، لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان، قريب في بعده، بعيد في قربه، ذلك الله ربّنا لا إله غيره، فمن أراد الله بهذه الصفة فهو من الموحّدين، ومن أحبّه بغير هذه الصفة فالله منه بريء، ونحن منه براء)

وروي أنه قال لهشام: (إنّ الله تعالى لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء، وكلّ ما وقع في الوهم

اسم الکتاب : الباحثون عن الله رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست