اسم الکتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 300
نصيب من هذا العلم فلا
نصيب له من باطن القرآن، وإنّما حظّه بظاهر اللفظ، ويستدل الشيخ ابن عليوة على هذا بقول الإمام
عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: ( لو شئت لوقرت أربعين وقرا من تفسير الفاتحة)[1]
وبناء على هذا، فقد ألف
الشيخ العلاوي رسالة حول نقطة الباء
التي ذكرها في (المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية)، فقال:
(إذا استقر في ذهنك أيّها القارىء اللبيب أن نقطة الباء جامعة لسائر الأحكام
والرسوم والمعارف والفهوم، فمن باب أولى وأحرى الكلمة، فسلّم لأهل هذا العلم ولا
تستغرب إن رأيتهم استخرجوا من المعنى الواحد معاني شتى، ومن الكلمة الواحدة كلمات
جمّة، فلهم أن يستخرجوا ما شاءوا من أي شيء شاءوا، تالله لو أراد أحدهم أن يستخرج
العسل من الخل لفعل : {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ
مِنَ الْحَيِّ } [الأنعام: 95]، وكلّ
ذلك دليل على ما منحهم الله من الأسرار والمعارف والأنوار)[2]
وكعادته يعود، فيحذر من
الاتجاه السلفي المتنامي المتمثل في جمعية العلماء، فيقول: (فلا تغتر يا أخي
بأقوال المغرورين الذين ينقصون أولياء الله، ويخوضون في أعراضهم، ويزعمون أنّ لهم
يدا عليهم، وما هم إلاّ بمنزلة الصبيان معهم، لكونهم لا يدرون من أي بحر غرفوا،
ولا لأي جهة من
[1] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص19.
[2] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص19.
اسم الکتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 300