اسم الکتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 145
الأولية أن المسلم
يتلقى الأحكام من ينبوعها؛ وهو ما جاء به الرسول من غير استئذان أحد ولا واسطة
أحد، فصير شيوخ الطرائق الذكر يتوقف على إذنهم وتابع لميولهم وأهوائهم) [1]
بعد هذا الطرح السلفي
المتشدد يرد الشيخ العربي التبسي على من يتوهم أن
المسألة فرعية بسيطة لا تضر، وقد كان ذلك – كما عرفنا سابقا – طرح دعاة الصلح بين
الجمعية والطرق، بقوله: (ولعل زاعما يتوهم أن هذا التحديد والتوقيت لا يضر، وقد
قصد واضعوه الخير، فنقول: أخطأ الواهم في وهمه، فإن السلف الذين شاهدوا عصر النبوة
لما وقع بين أيديهم شيء أقل من هذا ولا يشاركه في غير أن الرسول لم يفعله أنكروه وعدوه
ضلالة)
[2]
وردا على هذا الفريق أخذ
الشيخ ينقل النصوص عن السلف، والتي رأينا بعضها عند الحديث عن الموقف من البدعة،
ومما نقله هذا النص المشهور المتداول، وهو الرواية التي نقلها الشاطبي[3] عن ابن وضاح عن الأعمش
عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله (يعني ابن مسعود) برجل يقص على أصحابه وهو يقول:
سبحوا عشرا وهللوا عشرا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد a أو أضل؟ بل هذه يعني أضل.
وفي رواية عنه: أن رجلا
كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا