بعد هذا
التقرير ذكر الشيخ ابن عليوة منهج ابن
تيمية في التعامل
مع الصوفية والتصوف، فقال: ( إن ابن تيمية رحمه الله
ما كان من عادته أن يجر ذيل الإنكار على مذهب التصوف برمته، ولا عرف بنظير ما
تظاهرتم به أنتم ومن تقاسمكم في غلطكم، انما في غلطكم إنما ينتقد بعض كلمات على
جماعة مخصوصين، ومع ذلك تجده يلتمس ما يستطاع من الأعذار لرجال التصوف، وهكذا تجده
يحرص جهده في طريق حمل ما يصدر عن القوم من الألفاظ المبهمة والمتشابهة على ما
ينبغي حمله عليه)[2]
ثم نقل عنه
بعض النصوص التي عذر فيها من وقعوا في بعض الشطحات أو الألفاظ الموهمة للحلول والاتحاد
من الصوفية، كما سنراه في الجزء الثالث من هذه السلسلة، ثم علق عليه بقوله:
(وأطال النفس في ذلك كثيراً، وهذا شأنه في التماس المخارج للسادات الصوفية وكثيراً
ما يشاركهم في أذواقهم ومشاربهم العذبة) [3]
ونقل عنه
موقفه من المصادر الغيبية التي يعتمدها الصوفية كالكشف وغيره، وهو قوله: (وأما حجة
أهل الذوق والوجد والمكاشفة والمخاطبة فإن أهل الحق من هؤلاء لهم إلهامات صحيحة
مطابقة كما في الصحيحين عن
[1] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص63.
[2] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص63.
[3] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص65.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 361