بل إن السيوطى فى رسالته (التعظيم والمنة في أن أبوي الرسول في الجنة) يقدم الحديث الوارد في إحياء أم النبي a وهو باتفاق المحدثين من قسم الضعيف على الحديث الوارد في البخاري، وقد علل ذلك بأنه من (الضعيف الذى يتسامح بروايته في الفضائل خصوصا في مثل هذا الموطن)[627]

ومن عجيب ما استدل به السيوطي في هذه الرسالة أنه تأمل بالاستقراء فوجد جميع أمهات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مؤمنات فلا بد أن يكون أم النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم كذلك، كأم إسحاق وإسماعيل ويعقوب وموسى وهارون وعيسى[628].

بل إن السيوطي – كالصوفية جميعا- يذهب إلى أخطر من ذلك حين يقرر في رسالة (الدرج المنيفة في الآباء الشريفة) على أن جميع أجداد النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم مؤمنون وفي الجنة، ويستدل لذلك بما ورد في الحديث من أن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال: (رأيت عمرو بن لحى الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول سيب السوائب)، وهو أول من غير دين إبراهيم[629].

قال السيوطي معقبا على الحديث: (فثبت بهذا التقرير أن أجداده a من إبراهيم عليه السلام إلى كعب بن لؤي وولده مرة منصوص على إيمانهم ولم يختلف فى ذلك اثنان، وبقى بين مرة بن كعب وعبد المطلب أربعة آباء هم : كلاب – وقصى – وعبد مناف – وهاشم،

[627] التعظيم والمنة، ضمن مجموعة الرسائل فى تحقيق نجاة أبوى المصطفى صلى الله عليه وسلم، (ص 78)

[628] التعظيم والمنة، ضمن مجموعة الرسائل فى تحقيق نجاة أبوى المصطفى صلى الله عليه وسلم (ص 99- 100)

[629] صحيح البخاريـ (2/ 82)، صحيح مسلم (8/ 155)