اسم الکتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 66
الدليل الثاني:
ما ورد من
الآثار من اعتبار الخلاف توسعة ورحمة ومن ذلك ما ذكره الحافظ ابن عبد البر عن رجاء بن جميل قال: اجتمع عمر بن عبد العزيز، والقاسم
بن محمد، فجعلا يتذاكران الحديث، قال: فجعل عمر يجيء بالشيء يخالف فيه القاسم قال:
وجعل ذلك يشق على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر: (لا تفعل فما يسرني أن لي
باختلافهم حمر النعم)[1]
وروى عن عبد
الرحمن بن القاسم، عن أبيه، أنه قال: لقد أعجبني قول عمر بن عبد العزيز : (ما أحب
أن أصحاب رسول الله a لم يختلفوا؛
لأنه لو كان قولا واحدا كان الناس في ضيق وإنهم أئمة يقتدى بهم، ولو أخذ رجل بقول
أحدهم كان في سعة)[2]
وروى عن
أسامة بن زيد قال: سألت القاسم بن محمد، عن القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر فيه
فقال: (إن قرأت فلك في رجال من أصحاب رسول الله a أسوة حسنة، وإذا لم تقرأ فلك في رجال من أصحاب رسول
الله a أسوة حسنة)[3]
وروى عن يحيى
بن سعيد قال: (ما برح المستفتون يستفتون فيحل هذا ويحرم هذا، فلا يرى المحرم أن
المحلل هلك لتحليله، ولا يرى المحلل أن المحرم هلك لتحريمه)[4]