responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91

الحاجة، وهذا مع مراعاة التدرج في كل المراتب السابقة، مع أمن الفتنة.

ويضرب مثالا على ذلك بفاسق يريد اغتصاب امرأة، (وكان بينه وبين المحتسب حائل، (فيأخذه قوسه ويقول له: خل عنها، أو لأرمينك؛ فإن لم يتخل عنها له أن يرمي، وينبغي أن لا يقصد المقتل، بل الساق والفخذ وما شابهه) [1]

ح ـ اتخاذ الأعوان:

يرى الغزالي أنه عند عجز المنكر للمنكر عن مباشرة الإنكار بنفسه يجوز له الاستعانة، بل وجوبها خاصة عند استعانة الفاسق بأعوانه (لأنه إذا جاز للآحاد الأمر بالمعروف، وأوائل درجاته تجر إلى ثوان، والثواني إلى ثوالث، وقد ينتهي لا محالة إلى التضارب والتضارب يدعو إلى التعاون، فلا ينبغي أن يبالي بلوازم الأمر بالمعروف)[2]،وهذا بشرط عدم أدائه إلى فتنة أكبر من المنكر الذي يريد تغييره ـ كما سبق بيانه ـ

هذه هي المراتب التي يراها الغزالي للإصلاح الاجتماعي وهي ترينا مدى اتساع مفهوم الإصلاح عنده، فليس هو بالتعريف الفقهي وحده، ولا بالوعظ المؤثر فقط، وإنما بكل ما يمكن اتخاذه من وسائل وهو ما يعبر عنه بقوله: (كل من قدر على دفع منكر،فله أن يدفع ذلك بيده وبسلاحه وبنفسه وبأعوانه)[3]

هذه هي الضوابط التي يضعها الغزالي للإصلاح الاجتماعي، وهي ترينا مدى اتساع تصوره لمفهوم الإصلاح، بحيث يتعلق التغيير عنده بكل المنكرات، ويعم القيام به كل المكلفين، ويشمل خطابه جميع البشر، وينتهج في سبيل تحقيقه كل الوسائل.


[1] المرجع السابق .

[2] إحياء علوم الدين: 2/333.

[3] المرجع السابق .

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست