responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

على مرشده أن لا يضرب له المثل إلا بصناعة النجارة ليكون ذلك أسبق إلى فهمه، وأقرب إلى مناسبة عقله)[1]

ج ـ الموعظة:

وذلك فيمن يقدم على المنكر مع علمه بكونه منكرا، أو من أصر عليه بعد أن عرف كونه منكرا، وقد ذكر الغزالي الطريق الذي ينبغي أن يسلكه الواعظ مع الخلق منتقدا ما صار إليه الوعظ في عصره، ومن تلك الطرق:

الاعتماد على ما ورد في القرآن الكريم والأخبار والآثار من مواعظ:

فالقرآن الكريم مليء بالمواعظ كقوله تعالى عن لقمان ـ عليه السلام ـ: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ (لقمان:12)، وكذا الأخبار والآثار، (فعلى الواعظ أن يستكثر منها إن كان وارث الرسول a، فإنه ما خلف دينارا ولا درهما، وإنما خلف العلم والحكمة، ووراثة كل عالم بقدر ما أصابه)[2]

الموعظة بالقصة:

فإن لها تأثيرا كبيرا على النفوس، ولذلك أولاها القرآن الكريم قيمة كبيرة، بل أمر بها، يقول تعالى: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الأعراف:176)، وكذلك في السنة، فقد وردت قصص كثيرة في أحاديث الرسول a، وعلى ضوء هذا الهدي القرآني والنبوي أولى الغزالي اهتماما كبيرا بالقص، مع انتقاده للقصاصين الذين اتخذوا القص حرفة، ويعلل ذلك بأن من القصص ما ينفع سماعه، ومنها ما يضر ولو كان صدقا، ومن فتح ذلك الباب على نفسه اختلط عليه الصدق بالكذب والنافع بالضار،ولذلك لا يرى بأسا إن كان القاص


[1] معيار العلم،ط2 بيروت : دار الأندلس 1978، ص25.

[2] إحياء علوم الدين:1/35 .

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست