responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

باليد البيضاء والحجة الغراء) [1]، ثم ذكر الحوار الذي دار بينهما، والذي شمل الكتاب جميعا.

والذي يدل على أن قصد الغزالي ليس الرد على((التعليمية) فحسب، وإنما ذكر نموذج للمجادلة الحسنة قوله في آخر الكتاب: (وهاكم ـ إخواني ـ قصتي مع رفيقي، تلوتها بعجرها وبجرها[2] لتقضوا منها العجب،وتنتفعوا في تضاعيف هذه المحادثات بالتفطن لأمور هي أجل من تقويم مذهب أهل التعليم، فلم يكن ذلك من غرضي) [3].

وكتابه (تهافت الفلاسفة)نموذج جيد لها أيضا، فقد كان يلزمهم بأقوالهم وأقوال غيرهم التي لا يعتقدها حتى يبين تهافت ما ذهبوا إليه، لأن مقصد المجادلة لا ينحصر في دعوة المجادل إلى الحق، فتلك غاية عليا، وتعصب المجادل يحول ـ أحيانا كثيرة ـ دون تحقيقها، ولكنها مع ذلك تقصد إلى رد الشبهات وتفنيدها وحماية المجتمع منها.

ولرد الشبهات التي تحاول الانحراف بالمجتمع الإسلامي عن مساره الصحيح يجعل الغزالي وجود المتكلمين الذين يتكفلون بمحاجة الكفار ورد الضلالات والبدع وإزالة الشبهات فرضا كفائيا يجب أن لا يخلو منه المجتمع الإسلامي، يقول في (الاقتصاد في الاعتقاد): (فوجب أن يكون في كل قطر من الأقطار أو صقع من الأصقاع مشتغل بهذا العلم يقاوم دعاة المبتدعة، ويستميل المائلين عن الحق ويصفي قلوب أهل السنة عن عوارض


[1] القسطاس المستقيم ص41.

[2] تعبير شائع في اللغة العربية يقصد به: أفضيت بأمري كله، انظر: ابن منظور، لسان العرب، 4/39 رقم:2637.

[3] القسطاس المستقيم ص101 .

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست