responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 29

الالتفات إلى قولهم، فيقولون: (هذا أمر سماوي، وليس له سبب إلا عين أصابت أهل الإسلام وزمرة العلم) [1].

هذا عن سبب عزلته، أما حاله فيها فيمكننا تقسيم عزلته بحسه إلى مرحلتين:

العزلة الأولى:

ودامت مايقرب السنتين لا شغل له فيها إلا العزلة والخلوة والرياضة اشتغالا يتزكية النفس وتهذيب الأخلاق [2]، وكان يكثر الجلوس في زاوية الشيخ (نصر المقدسي) بالجامع الأموي، والتي صارت تعرف ب(الغزالية)[3]، وكان يصعد أحيانا منارة المسجد الأموي، ويعتكف فيها، ثم رحل منها إلى (بيت المقدس) يدخل كل يوم الصخرة ويغلق بابها على نفسه[4].

وقد ذكر عتبد الغافر الفارسي – حكاية عن الغزالي – حاله في تلك الخلوات، فقال: (وحكى لنا في ليال كيفية أحواله، وابتداء ماظهر له من سلوك طريق التآله)[5]، وكان من جملة ذلك: أنه ابتدأ بصحبة (الفارمذي)[6]، وامتثل ماكان يشير عليه من القيام بوظائف العبادات، والإمعان في النوافل، واستدامة الأذكار، ثم ذكر أنه راجع العلوم وخاض في الفنون وعاود الجد في كتب العلوم الدقيقة، واقتفى تأويلها حتى انفتحت له أبوابها، ثم ذكر أنه فتح عليه


[1] الغزالي، المنقذ من الضلال، ص126 .

[2] المرجع السابق، ص126.

[3] السبكي، الطبقات الكبرى، ج4، ص104 .

[4] الغزالي، المنقذ من الضلال، ص126.

[5] السبكي الطبقات الكبرى، ج4، ص108 .

[6] هو أبو علي الفارمذي الطوسي، من أعيان تلامذة أبي القاسم القشيري، توفي بطوس سنة 497ه، انظر: الزبيدي، إتحاف السادة المتقين، ج1، ص19.

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست