responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 206

عصره والمعتبرة من البديهيات في ذلك العصر، وخاصة في المراجع العلمية التي استفاد منها الغزالي تلك الإشارات.

هذه إشارة مختصرة لأهم ما اقترحه الغزالي من برامج لإصلاح نظام التعليم، باعتباره خطوة أساسية في الطريق على الإصلاح العام.

ثالثا ـ التزكية

يعتبر الغزالي تزكية النفس وتطهيرها من الأمراض التي تصيبها أساسا من أسس البناء الاجتماعي، لأن المجتمع الصالح لا يقوم إلا على الأفراد الصالحين، والصلاح لا يتحقق إلا بالتزكية، فلذلك جعل الغزالي تعلم التزكية فرضا من الفروض العينية متعلقا بكل المكلفين، يقول في ذلك:(وهذا النوع من الطب واجب تعلمه على كل ذي لب، إذ لا يخلو قلب من القلوب عن أسقام لو أهملت تراكمت، وترادفت العلل وتظاهرت)[1]

وقد كانت كتابة الغزالي في هذا الشأن من أروع الكتابات وأدقها وأجمعها، بحيث صارت مرجعا نسج على منواله المتأخرون، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى استفادته من كتب الصوفية، وخاصة كتب الحارث المحاسبي وأبي طالب المكي اللذين أولىا هذا الجانب اهتماما كبيرا، زيادة على تجربته الروحية التي مر بها أثناء عزلته، إضافة إلى اقتباسه من الفلسفة وغيرها ما رآه مناسبا لذلك.

وسنحاول في هذا المبحث استخلاص تصور الغزالي لحقيقة التزكية، ثم لمنهجها وثمراتها.


[1] الإحياء 3/49.

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست