responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

الفلاسفة أكثر منه دفاعا عن الفلسفة، والغزالي نقد الفلسفة كمنهج وفكر، وليس له اهتمام بمن يخوض فيها، فهو يردد دائما: (العاقل يعرف الحق، ثم ينظر في نفس القول، فإن كان حقا قبله سواء كان قائله مبطلا أو محقا، بل ربما يحرص على انتزاع الحق من أقاويل أهل الضلال) [1]

بعد بيان موقف الغزالي العلمي المتحرر من كل قيد سوى القيود التي يفرضها المنهج العلمي نستغرب بعض الكتابات التي ترمي الغزالي بالتعصب في نفس الوقت الذي تصف فيه الفلاسفة الذائبين في أرسطو بالتحرر كقول حسين مروة عنه: (هو الذي سلط سيف الإرهاب الفكري الديني على الفلسفة والفلاسفة، وهو الذي حدد ـ إلى مدى بعيد ـ أشكال النظر الوحيد الجانب إلى هذا التراث في مباحث المتكلمين الأشعريين المتأخرين وغيرهم) [2]

وهذا القول وأمثاله أحكام غير موضوعية ناتجة عن توجهات فكرية معينة تفتقر إلى الصدق والدليل.

لقد تبين لنا من خلال هذا الفصل الأصول التي يعتمد عليها منهج الغزالي الإصلاحي، وهي أصول متكاملة مترابطة متناسقة، لاتصادم بينها في تصور الغزالي، لأنها نابعة من عين واحدة، ومتوجهة نحو غاية واحدة، ولعل ما يميز الغزالي في علاقته بها هو اهتمامه بمقاصدها وحقائقها دون انشغاله عنها بما أثير حولها من جدل عقيم أو حشو فارغ.

وبعد هذا نتساءل عن الأسس التي يقوم عليها بناء المجتمع الصالح في تصور الغزالي، وهو ما سنراه في الفصل التالي.


[1] المنقذ من الضلال، ص110.

[2] حسين مروة، الترعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية،بيروت دار فارابي 1978، ص53.

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست