responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 149

وهو مع قوله بالاشتراك بين الإلهام والوحي في الحصول على العلم من غير استدلال، يستدرك بأن علم الوحي خاص بالرسل ـ عليهم السلام ـ موقوف عليهم (فالولي دون النبي، فكذلك الإلهام دون الوحي، فهو ضعيف بالنسبة للوحي قوي بالإضافة للرؤيا والعلم)[1]

ولذلك فإن الإلهام يأتي تأييدا وتحقيقا وزيادة كشف لما جاء به الوحي، وهو لذلك لا ينقطع ما دامت الرسالة ثابتة مستقرة، يقول الغزالي: (اعلم أن الوحي إذا انقطع، وباب الرسالة إذا انسد، استغنى الناس عن الرسل وإظهار الدعوة بعد تصحيح الحجة وتكميل الدين، أما باب الإلهام فلا ينسد لدوام ضرورة النفوس وحاجتها إلى تأكيد وتجديد وتذكير)[2]

وهو يرى من خلال ذلك ضرورة وجود هؤلاء الملهمين المؤيدين لأن الناس، وإن استغنوا عن الوحي لكمال الدين وتمامه، إلا أنهم محتاجون (إلى التذكير والتنبيه لاستغراقهم في هذه الوساوس وانهماكهم في هذه الشهوات، فالله تعالى أغلق باب الوحي، وهو آية العباد، وفتح باب الإلهام رحمة، وهيأ الأمور، ورتب المراتب ليعلموا أن الله لطيف بعباده يرزق من يشاء بغير حساب)[3]

ومع انتصار الغزالي للإلهام الصوفي واعتباره أرقى درجات الإيمان يعود إلى طبيعته العقلية المنطقية، فيحكم العقل في بعض الأحوال حيث (ينتهي الأمر إلى قرب يكاد أن


[1] الرسالة اللدنية ص116.

[2] المرجع السابق ص118.

[3] المرجع السابق .

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست