responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

التفهم:

وهو المقصود الأصلي من القراءة، وكل ما قبله تمهيد نفسي وعقلي له، لأن القرآن الكريم يحوي ـ كما يعبر الغزالي ـ كل العلوم، ولكنه لا يمنح علومه إلا لمن يتأمله ويفكر فيه، أو كما يقول ابن مسعود:(من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)[1]

ويضرب الغزالي الأمثلة الكثيرة عن كيفية استنباط الفهوم من القرآن الكريم، فإذا قرأ القارئ قوله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ﴾ (الواقعة:58) يتأمل المني، وهو نطفة متشابهة الأجزاء، ثم ينظر في كيفية انقسامها إلى اللحم والعظم والعروق والعصب، وكيفية تشكل أعضائها بالأشكال المختلفة من الرأس واليد والرجـل والكـتف وغيرهــا، ثم إلى ما ظـهر فيها من الصفات الشريـفة أو الدميمة، ويتأمل هذه العجائب ليرقى منها إلى ما هـو أعـجـب، وهو الصفة التي صدرت منها تلك الأعاجيب (فلا يزال ينظر إلى الصنعة، فيرى الصانع) [2]

وإذا قرأ أسماء الله تعالى (يتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له أسرارها، فتحتها معان مدفونة لا تنكشف إلا للموقنين) [3]

والغزالي ـ كالصوفية جميعا ـ يعتبرون أسماء الله الحسنى المفاتيح التي تفهم بها حقائق الكون وتستكنه أسراره، فلذلك يوليها العناية التامة لتفهم حقائق القرآن الكريم.

وهكذا إذا قرأ القارئ أحوال الأنبياء، وما حصل لهم من أنواع البلاء يستنبط منه صفة الاستغناء لله عز وجل عن الرسل والمرسل إليهم، وأنه لو أهلك جميعهم لم يؤثر ذلك في


[1] المرجع السابق 1/283.

[2] المرجع السابق .

[3] المرجع السابق .

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست