responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88

(أحاديث خروج المسيح الدجال ذكر غير واحد أنها واردة من طرق كثيرة صحيحة عن جماعة كثيرة من الصحابة، وفي [التوضيح] للشوكاني منها مائة حديث، وهي في الصحاح والمعاجم والمسانيد، والتواتر يحصل بدونها، فكيف بمجموعها؟! وقال بعضهم: أخبار الدجال تحتمل مجلدات، وقد أفردها غير واحد من الأئمة بالتأليف، وذكر جملة وافرة منها في [الدر المنثور] لدى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ } [غافر: 56]) [1]

هذا في المدرسة السنية وحدها، فكيف لو ضممنا إليك تلك الروايات الكثيرة الواردة في سائر المدارس الإسلامية.

وقد كان في إمكان العقل التنويري لو كان يحترم نفسه، ويحترم إيمانه الذي يدعيه أن يسلم لله في أمره، ويعلم أن إنكاره لمثل هذه النصوص المقدسة قد يجره إلى إنكار غيرها.

وقد كان في إمكانه أن يعلم أنه أقل من أن يفتي في أمر لم يحين زمانه بعد، ولذلك قد يكون للمستقبل من العجائب ما يبدد ذلك الاستغراب الذي يقفه أمام عجائب الدجال.

بل إن الواقع يدل على أن التقنيات العلمية في المستقبل القريب أو البعيد ستكون عجيبة جدا، وأنه قد يستطيع فرد من الناس، وفي طرفة عين أن يصل إلى مئات الملايين بل ملاييرهم، وأنه يستطيع أن يميز بينهم، وأنه يستطيع أن يكرم من يشاء منهم، أو يهين من يشاء.. ودور الدجال، كما ورد في الأحاديث الكثيرة ليس إلا ذلك.


[1] نظم المتناثر من الحديث المتواتر، الكتاني، دار الكتب السلفية، القاهرة، ط2، د. ت، ص228، 229.

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست