responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 41

هي تحقيق الديمقراطية حول الدين جميعا أداة لتحقيق الديمقراطية.

وهو لن يستعمل في ذلك إلا بعض الخدع والحيل التي استعملها السفسطائيون، والذين قضوا على المنطق، وعلى كل معقول مثلما يقضي التنويريون الجدد على كل قطعي من الحقائق، وكل متفق عليه من شؤون الدين والدنيا.

ومن الحيل التي يستعملونها في هذا الجانب أنهم يلجؤون إلى الخصام الحاصل بين الفرق الإسلامية؛ فيستفيدون من ردود السنة على الشيعة، أو من ردود الشيعة على السنة.. ليضربوا كلا من السنة والشيعة.. ولا يعلمون أنهم لا يضربون فقط مواضع الخلاف بينهم، وإنما يضربون أيضا مواضع الإجماع والاتفاق.

وهم بذلك يفعلون مثلما يفعل ذلك الملفق المحتال على الدين، والذي عبر عنه أبو نواس بقوله:

أباح العراقيّ النّبيذ وشربه ***   *** وقال: حرامان المدامة والسّكر
وقال الحجازي: الشرابان واحد ***   *** فحلّ لنا من بين قوليهما الخمر
سآخذ من قوليهما طرفيهما ***   *** وأشربها لا فارق الوازر الوزر

وعبر عنه آخر نثرا، فقال: (أباح أهل الحرمين الغناء وحرموا النبيذ، وأباح أهل العراق النبيذ وحرموا الغناء، فأوجدونا السبيل إلى الرخصة فيهما عند اختلافهما إلى أن يقع الاتفاق)[1]

وهذا هو منهجهم في النقد الذي يسمونه [نقد العقل العربي] أو [نقد العقل الإسلامي]، ونحن لا ننكر إنكارا مطلقا على هذا السلوك، وقد فعله الغزالي عند نقده


[1] محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 769)

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست