responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20

ضربها بالقرآن الكريم، مع كونها لم ترد إلا لبيانه وتأكيد معانيه، وتفصيل مجمله، وتوضيح كيفية تنفيذه في الواقع؛ فرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لم يكن سوى قرآنا ناطقا، ولم يكن خلقه إلا القرآن.

ولهذا كان الصالحون يعتبرون كل حياة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) سنة، ما قبل البعثة وما بعدها، حتى خلوته في غار حراء، يعتبرونها من السنن النبوية التي يمكن تفعيلها في الواقع.. لأن حقيقة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) كانت متمثلة بالنبوة وبطهارتها وسموها، ولم يكن الوحي المقدس الذي أوحي له إلا تتويجا لتلك النبوة السابقة، كما قال رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) نفسه مخبرا عن موعد نبوته عندما سئل: يا رسول الله، متى كتبت نبيا؟ فقال: (وآدم عليه السلام بين الروح والجسد)[1]

وقد كان (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يكلف أصحابه بتبليغ سنته مثلما يكفهم بتبليغ القرآن الكريم، ويعدهم من الأجر مثلما يعدهم به، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بأنه كان يوصي أصحابه في خطبته أن يبلغ شاهدهم غائبهم، ومن ذلك ما حصل يوم حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر حين قال لهم: (فليبلغ الشاهد الغائب، فرب من يبلغه أوعى له ممن سمعه)[2]

ومن خلال استقراء أطروحات التنويريين المرتبطة بالقرآن الكريم نجد أنها لا تعدو تعلقها بمغالطتين اثنتين، أولاهما حول حجية السنة نفسها، وعدم اعتبارها،


[1] أحمد 4/66 (16740) و5/379 (23599)، وقال في (مجمع الزوائد: 8/ 223): رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

[2] البخاري الحج (1654)، مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (1679)، ابن ماجه المقدمة (233)، أحمد (5/37)، الدارمي المناسك (1916).

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست