اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
وهو يعني أن أثر
القرآن الكريم والفهم السليم له، لا يكو ن إلا بعد تحصيل الإيمان بقداسته،
واعتباره كلام الله الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا
مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42]
ولهذا كان
الأولى بالتنويريين ومن تبعهم البحث عن البراهين الدالة على كون القرآن الكريم
وحيا من الله تعالى، وذلك بالنظر في الأدلة المختلفة التي ذكرها المتكلمون، أو
بتأمل القرآن الكريم بصدق وحيادية.. وعندما يحصل لهم الإيمان يحصل لهم الفهم
السليم.
أما تجريد
القرآن الكريم من قداسته؛ فإنه لن يزيدهم إلا ضلالا في فهمه، كما قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]
وبين الفرق بين
القراءتين المقدسة والمدنسة، فقال: { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ
الأَلْبَابِ}[الرعد
١٩]
ثم بين أن الله
تعالى ينزل على عباده من الفتن ما يميز به المؤمنين من غيرهم، قال تعالى: {
أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ
ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ} [التوبة: 126]
ومن أمثلة ذلك
تلك الآيات التي تأمر بالقتال، والتي لا تزال تحدث آثارها
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14