responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 125

قوله هذا سيفتح الباب على مصراعيه لإنكار عقائد أخرى من الدين، قد توصف بالخرافة، حتى ندخل القرن الواحد والعشرين ـ كما يزعم ـ ونحن مسلحون بسلاح العلم المجرد.

ونفس الشيء نجده يردد في كتب ومقالات تنويرية كثيرة، تحاول أن تربط هذه العقيدة بعقائد الأمم السالفة، لتقوم بنسفها بعد ذلك، وكأن القاعدة الشرعية هي أن الإسلام لا يقصد سوى مخالفة عقائد الأمم.

ولو أن هؤلاء استمروا في تطبيق هذا المعيار على أحكام الحج، لألغوها جميعا، فقد كان الحج أيضا موجودا في الديانات المختلفة، بل إن القرشيين المشركين كانوا يتفقون مع المسلمين في كثير من أحكام الحج.

وهكذا نجد أكثر الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم هم أنفسهم المذكورون في الكتاب المقدس، بل نفس قصصهم موجودة، والاختلافات بين ما ورد في القرآن الكريم والكتاب المقدس محدودة؛ فهل نعتبر تلك القصص مستمدة من الكتاب المقدس، وأنها إرث من الديانات الأخرى تسلل لكتاب المسلمين ودينهم.

وهكذا الأمر في مسائل كثيرة جدا سواء من باب العقائد أم الشرائع، والتي تدل في الأصل على وحدة الدين، لا على كون المسلمين قد أخذوها من غيرهم.

ولو أن هؤلاء تواضعوا قليلا، وحاولوا أن يتخلصوا من ذلك العقل الرغبوي والمزاجي، وعادوا إلى نصوص القرآن الكريم نفسها، ومثلها إلى السنة المطهرة التي هي بيان للكتاب، وشرح له، لوجدوا الأدلة الكثيرة جدا، والتي تكفي آحادها لكف المؤمن عن التجرأ على مخالفتها.

ولذلك، فإن مجرد اتفاق المسلمين مع أهل الكتاب أو غيرهم من أهل الأديان

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست