responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 25

من قرن من الزمان، وقتل بشر كثير، وسرقت خيرات كثيرة، ولم تترك جريمة في الدنيا إلا ارتكبتها، حتى أنها كانت تجري تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، ولا يزال تأثير إشعاعاتها مستمرا إلى اليوم.

ومن شاء أن يستمع للذين عاشوا فترة الاستعمار الفرنسي؛ فسيحدثوه عما رأوا بأعينهم من قسوة الجندي الفرنسي، وطمع المستوطن الذي كان يغتصب الأرض، ثم يحول أصحابها عبيدا يحرثونها ويزرعونها رغم أنوفهم.. ويحدثونه عن ألوان التعذيب التي قاساها الشعب الجزائري المظلوم، حيث كان المساجين يستنطقون من خلال الكي بالتيار الكهربائي، أو يحرق كل جزء من أجسامهم في الوقت الذي يجد فيه الضباط والمشرفون على التعذيب متعة كبيرة، وهم يضحكون ويسخرون..

هذه نقطة من بحر جرائم فرنسا التي لا يمكن إحصاؤها، ومع ذلك لم نسمع منها اعتذارا، ولم نر لها توبة، بل هي تتبجح بجرائمها، وتفتخر بها، وتستمر في ممارستها.

وكيف لا تفعل ذلك، وكل ما حصل لها من تطور ورفاه لم يكن ليحصل لولا عرق ودماء أولئك المستضعفين الذين بذلوا دماءهم في سبيل نهضتها وتطورها، بل كانوا جنودا إبان الحرب المفروضة عليها.. وبعد أن انتهت الحرب، وطالبوها بأن تعيد لهم حريتهم التي سلبتها راحت تبيد خضراءهم، وتذيقهم من ألوان النكال ما يذيقه المخادعون المارقون الذي لا يعرفون شيئا عن الإنسانية والرحمة والأخلاق.

ونحن لا نلوم فرنسا، كما لا نلوم الذئاب والثعالب وكل الحيوانات المتوحشة، فهي تمارس ما تمليه عليها طبيعتها التي اختارتها بنفسها.. ولكنا نلوم أولئك التنويريين الذين لا يزالون يضربون لنا النموذج بفرنسا، ويتغنون بها،

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست