اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146
وبذلك فإن
الدجال ـ بحسب ما تشير إليه تلك النصوص ـ هو الزبدة والعصارة والخلاصة التي تجتمع
فيها كل المغريات التي عرفتها البشرية في جميع عهودها.. وذلك يستدعي أن تجتمع لديه
جميع العلوم والتقنيات.. ليس ذلك فقط.. بل تجتمع لديه جميع وساوس الأبالسة
وفلسفاتهم..
ولو كان الأمر
قاصرا على توفر تلك المرافق والخدمات والمغريات لكان الأمر سهلا.. لكن الدجال لا
يكتفي بذلك، بل هو يجعل من كل ذلك أحبولة لنزع الإيمان من قلوب.. نزع الإيمان
بالله من القلوب، وإحلال الإيمان به وبدجله ومغرياته بدلها.
وكمقدمة لذلك
ينشر الشيطان الآن بأدواته المختلفة من جميع أقطاب الشر، ومن يتبعه من الأذناب أنه
لا أهمية للإيمان أو الكفر، أو الطاعة أو العصيان.. بل الأهمية لنمو الاقتصاد..
وتطور التكنولوجيا.. وتوفر الخدمات.. أما الإيمان والطاعة فهي مجرد أفكار نسبية لا
قيمة لها.
وبذلك أصبحت
موازين البشر هي موازين الدجال نفسها.. فالبشر لا يملكون قيمتهم بسبب الإيمان الذي
يعمر قلوبهم، ولا بالأخلاق التي تكسو سلوكهم، وإنما بما سماه الله تعالى [ظاهر
الحياة الدنيا]، وهي تلك المعارف البسيطة التي تهتم بخدمة الشهوات والأهواء
والغرائز.. ثم تختصر الحياة والكون فيما تراه من ظواهر..
وقد اعتبر الله
تعالى كل ذلك جهلا لا تساوي نشوة إيمان مؤمن حتى لو كان راع في جبل أو حمال في
سوق، قال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ
غَافِلُونَ﴾ [الروم: 6، 7]
هذه الآية
الكريمة كافية لمن تأملها في أن يعيد ضبط بوصلته.. حتى لا يكون
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146