responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

 

ثم ما لبثوا حتى نادوا: (السلاح.. السلاح.. موعدكم الظاهرة)، وهي مكان في المدينة المنورة.. فخرجوا إليها، وانضمت الأوس بعضها إلى بعض، والخزرج بعضها إلى بعض.

فبلغ ذلك رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) فخرج إليهم، وقال: (يا معشر المسلمين الله الله، أتدعون بدعوى الجاهليــة وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا!؟)[1]

وكانت تلك الكلمة وحدها كافية لأن تطفئ كل نيران الفتنة.. حينها عرف الجميع أن كل تلك الأحاديث التي تصوروا أنها تعيد لهم هويتهم وذاتيتهم ليست سوى حمية جاهلية، ووسوسة شيطانية.. فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) هو نسبهم وهو حياتهم ومماتهم وحقيقتهم وهويتهم..

حينها نزل التحذير الإلهي يخاطب الأجيال جميعا، يدعوها للاعتبار بالأوس والخزرج حتى لا يستطيع سايكس ولا بيكو أن يفرق صفهم، ويقطع أرضهم، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 100]، فقد اعتبر الله تعالى الاستماع إلى المفرقين والعنصريين كفرانا بالله وبنعمه.


[1] رواه ابن هشام في السيرة النبوية، والطبري والبغوي.

اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست