responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85

 

خذوا العبرة من الأوس والخزرج

يا دعاة الأمازيغية والعربية والكردية والفارسية والطورانية.. اسمعوا مني هذا الخبر، فهو أنفع لكم من كل الأخبار العاجلة والآجلة..

لقد ورد في السيرة المطهرة للنبي الذي تؤمنون به جميعا، وتسلمون له جميعا أنه عندما دخل المدينة المنورة وجد فيها شعبين يتصارعان بسبب حرص كل واحد منهما على إثبات هويته، ومحو هوية الآخر.. وكان لكل منهما راية.. وكان لكل منهما شعراء وخطباء وإعلاميون ينفخون نار العداوة بينهما.

إنهم لا يختلفون عنكم الآن كثيرا.. ففيكم أيضا كتاب وشعراء وخطباء وإعلاميون وباحثون ينفخون فيكم ما يسمونه أمجاد الأجداد، وإحياء الهوية، والتميز العنصري عن الآخر، وملكية الأرض..

فلذلك لكم أن تنظروا ما فعل رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بهذين الشعبين لتعتبروا بهما، فتستنوا بسنته فيهما..

كان في إمكان رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) حينها أن ينضم إلى الشعب القوي من ذينك الشعبين، ويخوض معه المعركة، لينتصر على الشعب الآخر، لكنه لم يفعل.. بل راح يمزج بين الشعبين.. وراح أكثر من ذلك يمزج بينهما وبين الشعب الجديد الذي حل بينهما.. ليمحو كل الفوارق التي أحدثتها الأنانية والعصبية والأهواء، ويحل رابطة الإيمان بدل رابطة النسب.. ورابطة الأخوة في الله وفي الدين بدل رابطة الأخوة في القبيلة والأرض.

اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست