responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54

 

إلى الباحثين عن أنسابهم

إلى الباحثين عن أنسابهم في دفاتر الوراقين، ومخابر المحللين، ومتاحف الجماجم، دعكم من البحث عن الأنساب المفروضة عليكم، وابحثوا لكم عن أنساب تصنعونها بأيديكم.. تصنعونها بقلوبكم وعقولكم وأرواحكم، فهي أجدى لكم، وأكثر نفعا.. فالله لن يسألكم عما فرض عليكم من أنساب، وإنما يسألكم عما صنعت أيديكم من أنساب.

يوم القيامة لن تغنيكم تلك الأنساب الطينية، ولن تشفع لكم عند الله، كما أنها لن تضركم.. فهي مثل العدم.. لا تنفع ولا تضر.. ومن العبث أن يمضي الإنسان عمره في البحث والاهتمام بما لا يضره، ولا ينفعه.

لقد ذكر الله تعالى ذلك في كلماته المقدسة التي تحمل كل حقائق الوجود، وكرره مرات كثيرة لتعتبروا، وتتركوا العبث، فقد قال مقررا هذه الحقيقة الوجودية الكبرى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾ [الشعراء: 88، 89]، فالنسب الحقيقي بحسب هذه الآية الكريمة يحدده القلب، لا الجينات، ولا الجماجم، ولا دفاتر الوراقين.. ففي اليوم الذي تسقط فيه أنساب الطين، سوف تحيا أنساب القلوب لتتشكل منها القبائل والعشائر والبطون في الدورة الحياتية الجديدة التي تنتظرنا جميعا.

حينها يميز الناس بأنساب جديدة، فهناك شعب القلوب السليمة، وهناك شعب القلوب الخبيثة.. قال تعالى: ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ

اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست