responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 5

 

المقدمة

دعوها، فإنها منتنة..

ليست هذه الجملة عنوانا صحفيا مثيرا، ولا كلمة اعتباطية خالية من أي دلالة حقيقية.. بل إنها كلمة تعبر عن حقيقة من حقائق الوجود، وسنة من سنن الكون.

ذلك أن الذي نطبق بها ليس صحفيا، ولا كاتبا، ولا باحثا، ولا فيلسوفا، ولا عالم اجتماع، ولا عالم نفس.. بل الذي نطق بها هو من لا ينطق عن الهوى.. رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).. ذلك الذي لا يقول إلا الحق في رضاه أو غضبه..

ولذلك فإنها تعبر عن الحقيقة بكل معانيها وتجلياتها..

فالذي يدعو إلى العصبية والعرقية والهوية التي تميزه عن سائر إخوانه في الإنسانية إنما يدعو في الحقيقة إلى القذارة والنتانة.. ذلك أنه يدعو إلى عالم الطين والحمأ المسنون، ويغفل عن الروح والعوالم العلوية التي صدرت منها.. لذلك تفوح من أحاديثه رائحة الطين والحمأ المسنون..

ولهذا دعا الناصح الأكبر للبشرية رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) إلى الترفع عن هذا العالم، والنظر إلى الإنسان باعتبار جوهره وحقيقته الأبدية، لا باعتبار المرحلة القصيرة التي لبس فيها هذا الطين، ليؤدي دوره التكليفي المؤقت، وليختار العالم الذي يعيش فيه.

وقد توالت التحذيرات النبوية من النظر إلى الإنسان بهذا الاعتبار، فكان

اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست