responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

 

الشرق والغرب

من الدعوات العنصرية التي نسمعها من بعض المثقفين من المشارقة أو المغاربة، أو من العوام منهم، ذلك التفريق بين جهات الأرض مشارقها ومغاربها.. فالبعض يعتبر الحكمة تشرق مع المشرق.. والبعض يذكر أنها تغرب مع المغرب.. ولذلك يدعو كل واحد منهما إلى الجهة التي يكون فيها.. وكأن الله ميز بين الجهات عند هؤلاء، كما ميز بين الأعراق عند أولئك.

وهذه دعوى عنصرية، وهي مثل الدعوات العرقية نوع من تضخم الأنا وكبريائها.. ذلك أن المشرقي الذي يتعصب لمشرقه يبني منطقه على كون الحقيقة والحكمة والحضارة بالمشرق، لكونه هو بالمشرق، ولو كان بالمغرب لارتحلت الحكمة معه إلى المغرب..

وهكذا يرى منافسه المغربي أنه مركز دائرة الحكمة والحضارة، ولذلك يميز بين الأعلام، فينتصر للمغاربة، لا لكونهم أصحاب حقيقة وحكمة، وإنما لكونهم مغاربة.

وهذا يتنافى مع الرؤية الكونية، وحقائق الجود الإلهي، وموازين عدالته.. فالله تعالى يعامل برحمته البشرية جميعا معاملة واحدة، لأنهم جميعا خلقه، ولذلك فإن رحمته سارية بينهم جميعا، ولذلك ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: 24]

وهذا النص يدل على أنه لا توجد أمة من الأمم، ولا شعب من الشعوب

اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست