responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35

وسلف المستكبرين، الذي وضع أساس العصبية، ونازع الله رداء الجبرية، وادرع لباس التعزز، وخلع قناع التذلل.. ألا ترون كيف صغره الله بتكبره، ووضعه بترفعه، فجعله في الدنيا مدحورا، وأعد له في الاخرة سعيرا؟)

ثم ذكر الإمام علي السر في خلق آدم عليه السلام بتلك الصفة التي يتيه بها عليه إبليس، فقال: (ولو أراد الله سبحانه أن يخلق آدم من نور يخطف الابصار ضياؤه، ويبهر العقول رواؤه، وطيب يأخذ الانفاس عرفه، لفعل، ولو فعل لظلت له الاعناق خاضعة، ولخفت البلوى فيه على الملائكة، ولكن الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزا بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وإبعادا للخيلاء منهم)

وهذا ينطبق تماما على العنصريين الذين ينظرون إلى تميزهم عن سائر الناس في ألوانهم وألسنتهم، ويستكبرون بها عليهم.. ولذلك لم يكن هناك أي خلاف بينهم وبين إبليس المستعلي بطينته، والمستكبر بعنصره.. يقول الإمام علي: (فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سني الاخرة، عن كبر ساعة واحدة)

ثم ذكر الإمام أن عدالة الله تأبى أن تفرق بين خلقه، فلذلك لم يكن جزاء من فعل ما فعله إبليس سوى العقوبة التي حلت به، فـ (ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا، إن حكمه في أهل السماء وأهل الارض

اسم الکتاب : دعوها.. فإنها منتنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست