responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7

هؤلاء عن سر من أسرار هذه الخيرية، أو سبب من أسبابها، وهو ما ورد في تكملة الآية من قوله تعالى: ﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [آل عمران:110]

فالآية تضع شرطا لهذه الخيرية، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما أخطر من أن يتعلقا بفروع المسائل، ويقصرا في أصولها.. أو أن يرتبطا بعامة الناس البسطاء، ويقصرا في خواصهم وأهل الرأي والعلم والحكم فيهم.

وقد أخبر القرآن الكريم عن المصير الذي آل إليه بنو إسرائيل، والتحريف الذي وقع لدينهم، وكل ذلك بسبب السكون عن محاربة الدجل، أو التحذير منه، بحجة حفظ حرمة الأحبار والرهبان، كما قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) ﴾ [المائدة: 78 - 81]

وقد ورد في الحديث تفسير لبعض مظاهر ذلك، حيث قال (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (إن بنى إسرائيل لما وقع فيهم النقص كان الرجل فيهم يرى أخاه يقع على الذنب فينهاه عنه فإذا كان الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وشريبه وخليطه فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ الآيات لا حتى تأخذوا على يد الظالم فتأطروه على الحق أطرا)[1]

بل إن الله تعالى اعتبر الإسرائيليين الذين لم ينكروا على تلاعب قومهم بحرمة السبت، وهي شريعة شرعت لهم، حاولوا الاحتيال عليها، بكونهم مشاركين لأصحاب الحيلة أنفسهم.


[1] الترمذى (5/252، رقم 3048) ، وابن ماجه (2/1327، رقم 4006)، الطبرانى فى الأوسط (1/166، رقم 519)

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست