responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 65

 

لا تتخطوا رقاب الصديقين

على الرغم من أن الصوفية مثلوا القيم الدينية في أرقى صورها فترة طويلة، بما حرصوا عليه من الاهتمام بالسلوك والأخلاق والترقي في معارج القرب والاتصال بالله تعالى..

وعلى الرغم من أنهم استطاعوا أن يمثلوا الإسلام في الكثير من المجتمعات، بل استطاعوا أن يصلوا به إلى أماكن كثيرة، لم يكن ليصل إليها لولا جهودهم وصدقهم وسماحتهم وأخلاقهم العالية.

على الرغم من كل ذلك إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن الدجل قد ولج إليهم، أو إلى بعضهم، كما ولج إلى سائر طوائف المسلمين، فما كان الشيطان ليترك تلك الثلة التي آمنت بأرقى القيم الدينية لتؤدي رسالتها على هذه الأرض من غير أن يعكر صفوها، ويفسد عليها أمرها، ويدخل فيها ما ليس منها.

والخلل الأكبر الذي أحدثه الشيطان في هذه الطائفة، والذي لا نزال نراه بين أعيننا هو ما أشار إليه الطوسي في اللمع، فقال: (واعلم أن في زماننا هذا قد كثر الخائضون في علوم هذه الطائفة، وقد كثر أيضا المتشبهون بأهل التصوف والمشيرون إليها والمجيبون عنها وعن مسائلها، وكل واحد منهم يضيف إلى نفسه كتابا قد زخرفه، وكلاما ألفه، وليس بمستحسَن منهم ذلك؛ لأن الأوائل والمشايخ الذين تكلموا في هذه المسائل وأشاروا إلى هذه الإشارات ونطقوا بهذه الحِكَم، إنما تكلموا بعد قطع العلائق، وإماتة النفوس بالمجاهدات والرياضات والمنازلات والوجد والاحتراق، والمبادرة والاشتياق إلى قطع كل علاقة قطعتهم عن الله -عزَّ وجلَّ- طرفة عين، وقاموا بشرط العلم، ثم عملوا

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست