responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45

نصر الحق، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يطمع‌ فيكم من ليس مثلكم، ولم يقو من قوي عليكم. لكنكم تهتم متاه بني إسرائيل. ولعمري، ليضعفن لكم التيه من بعدي أضعافا بما خلفتم الحق وراء ظهوركم، وقطعتم الأدنى، ووصلتم الأبعد. واعلموا أنكم إن اتبعتم الداعي لكم، سلك بكم منهاج الرسول، وكفيتم مئونة الاعتساف، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق)

وهذا الذي قاله سيد البلغاء، وحكيم الإسلام يعبر بدقة عن أولئك الذين يسكتون عن الجرائم التي يرتكبها من يتصورون أنهم إخوانهم في الإسلام، أو علماءهم ومشايخهم، بحجة حرمة الحديث في أعراض العلماء.. ولست أدري أيهما أحق بالاحترام: الإسلام نفسه.. أم حرمة أولئك الذين راحوا يفتون بقتل المسلمين، وتدمير بلادهم، وهتك أعراضهم.

وهل حرمة المسلمين المستضعفين الفقراء الذين يبادون في اليمن وسورية والعراق أهم، أم أولئك المتربعين على عروش الفتوى والخطابة، يملأون بطونهم وجيوبهم من عرق المستضعفين ودماءهم؟

وهل استطاع هؤلاء الطيبون أن يصدروا بيانا واحدا يستهجنون فيه الكوليرا في اليمن، ويتساءلون عن سببها، ويتساءلون عن أولئك العلماء الذين نشروا البيانات الكثيرة في تأييد أولئك المعتدين؟.. لكن عندما وصل الأمر إلى أولئك العلماء، واتهموا بالإرهاب قاموا لنصرتهم، وقد نسوا أنهم هم من أوقد نيران الباطل، وهم من أصدر البيانات تلو البيانات، والفتاوى تلو الفتاوى لحرب المستضعفين ونصرة المستكبرين.

وعندما نسأل الإمام علي الذي ابتلي بهذا النوع من المحايدين نجده يخبرنا أنه نفس السبب الذي وقع فيه المشركون عندما تصوروا أن الحق لا يتجاوز آباءهم وأجدادهم، أو عظماءهم، فقال لمن استغرب أن يكون محاربوه مخطئين مع كون بعضهم

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست