responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37

 

الشهادة لله.. والورع البارد

يتوهم الكثير أنه عندما يفتش في بطون التاريخ، ليكشف المجرمين والدجالين والمشوهين لدين الله .. أو عندما يبحث في الواقع، ويحطم بعض الأصنام التي تعلق بها البعض واحتجبوا بها عن الحقيقة .. يتوهم أن فعله ذلك مضاد للتقوى، ومخالف للورع.

ويتوهم أو يوسوس له الشيطان أن الورع هو أن يقف مع الظلمة حكاما كانوا أو علماء، أو يكون حياديا، لا مع هؤلاء، ولا مع هؤلاء.. وهذا هو الورع الشيطاني البارد.

فنحن مطالبون بالأمرين جميعا:

مطالبون بالتفتيش والتنقيب عن كل مشوه لدين الله أو محرف للقيم الإنسانية الرفيعة التي جاء بها، سواء كان في واقعنا الذي نعيشه، أو كان في غابر التاريخ.

ونحن مطالبون كذلك بأن ندلي بشهادتنا بحسب ما أوصلنا إليه اجتهادنا.. لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. والسكوت عن الجريمة تثبيت لها، بل ربط لها بدين الله.

والغرض من هذه الشهادة ليس تنفيسا عن أحقاد تختزنها الصدور، وإنما هو تطهير لدين الله من كل الرواسب والأشواك التي علقت به، فحولته من حديقة غناء ممتلئة بزهور القيم الجميلة إلى مفازة ممتلئة بالأشواك والعقارب والحيات التي تنهش كل من دخلها لتخلصه من إنسانيته.

لقد نص القرآن الكريم على هذه الوظيفة من وظائف الأمة، فقال: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة:143]

والعجب أننا نقرأ هذه الآية، ونفخر بما فيها من معان، ونتصور أننا نحن

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست