responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21

 

اجتهد فأخطأ

[اجتهد فأخطأأخ] عبارة نسمعها كثيرا ممن يدافعون عن الجرائم التاريخية التي ارتكبها من يضعون لهم قداسة خاصة.. ويتوهمون أن هؤلاء وحدهم لهم الحق في أن يجتهدوا ويخطئوا، حتى لو جر ذلك الاجتهاد إلى خراب البلاد والعباد.. وحتى لو جر لتحريف الدين نفسه.. وحتى لو جر إلى ارتكاب الموبقات التي ارتكبها الفراعنة والطغاة المجرمون.

في نفس الوقت الذي يقف فيه أولئك المتسامحون مع تلك الجرائم التاريخية بشدة وقسوة وغلظة مع كل من اجتهد في بيان جرائمهم، وحاول أن يوثقها، أو يقف منها موقفا سلبيا من باب الشهادة لله، كما قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون﴾ [هود:113]

وهذه مواقف عجيبة ومتناقضة ولا تتناسب مع عدالة الله، ولا تتناسب مع السماحة التي يزعمون أنهم يتصفون بها.

أما عدم تناسبها مع عدالة الله، ولا سننه في خلقه، ولا القيم التي تضبط الكون والحياة، وتجعل منهما كائنا منسجما تمام الانسجام، فواضح فالله تعالى يقول: ﴿ مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُور﴾ [الملك:3]، وقال: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر﴾ [القمر:49]

ومن مقتضيات هذه الآيات الكريمة أن سنته في خلقه جميعا واحدة.. فهل يمكن أن تسمح العدالة الإلهية لمجرم مسلم، ولا تسمح لمجرم غير مسلم.. أم أنها يمكن أن تتساهل مع جريمة عاش صاحبها في القرن الأول، ولا تسمح لجريمة عاش صاحبها في القرن العاشر.. أم أنها يمكن أن تسمح فيمن اجتهد فأخطأ، وقتل الآلاف، ولاتسمح لمن

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست