responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

قبضته لا عقله سبب تفوقه ونجاحه.

وهكذا عندما درسنا التصوف الإسلامي.. فقد رأيت سلاما ينسجم معه انسجاما كبيرا، فكان يبيت الليل مع كبته الصفراء القديمة، يطالعها حرفا وحرفا، ويتجاوب معها، فيهتز ويتواجد من حيث شعر أو لم يشعر..

ولم تكفه تلك المطالعات، بل راح يبحث عن المشايخ والطرق، ويسألهم، ويجلس معهم، ويستفيد منهم.. وكان يحدثنا كثيرا عن تلك المواجيد والأذواق والأشواق التي يعيشها الصوفية في رحاب الملأ الأعلى.. وكان يحدثنا كذلك على ذلك التسامح والسلام الذي تمتلئ به أرواحهم وعقولهم وقلوبهم.

لكن حربا كان مختلفا في ذلك تمام الاختلاف مع سلام.. فبمجرد أن بدأنا دراسة هذه المادة، وأخبرنا الأستاذ عن تسامح أهله وسلامهم، حتى انقبض انقباضا شديدا، وراح يبحث عمن يعاديهم، وينفر منهم، وسرعان ما وجد ذلك..

ولذلك فإنه بدل أن يجهد ذهنه وعقله في البحث عن تلك الحقائق التي يتحدث عنها الصوفية، ويسلكون في سبيلها كل طريق، راح يحفظ فتاوى تكفيرهم وتضليهم وتبديعهم وهدر دمائهم..

ثم راح يبشر بكل ذلك في الجامعة، وبين الطلبة الذين أعجبوا به، وبقوة ذاكرته، وبشدته في الحق، ونصرته للسنة، وحربه للبدعة.. وقد أكسبه ذلك شهرة كبيرة، وأتباعا كثيرين.. عرف بعد تخرجه كيف يستثمرهم ليصل إلى كل ما يريد.

وهكذا كان الأمر، أو أشد منه عند دراستنا للفرق الإسلامية، فقد كان سلام حريصا على الوحدة الإسلامية، وعلى تهوين الخلافات الواقعة بين المسلمين، وكان يلتمس لذلك كل ذريعة، ويبحث عن كل مبرر، وكان يصيح كل حين مرددا الآيات القرآنية الداعية إلى الوحدة، والمنفرة من الخلاف.

اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست