responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54

فقد حسبناها مجرد عمل خيري من بعض الصالحين.. ولم نكن نعلم أن الهدف منها أن تغسل عقولنا، وتسلب منا فطرتنا، وتزاح منها تلك الأشواق الطاهرة، ليحل بدلها التدين العقيم الممتلئ بالغلظة والقسوة.

في أول درس لنا في تلك الدورة قدم شيخ من المشايخ ممن تعرفون هيئتهم وسمتهم.. وبدأ بالتعريف بنفسه، ومشايخه، وأثنى عليهم جميعا، ودعانا إلى الارتباط بهم والتمسك بحبلهم.. وقد قبلنا منه كل ذلك.. ولم نعتب عليه في شيء منه مع مبالغته الشديدة.

ثم أخذ يحدثنا عن المدرسة التي ينتمي إليها، وكان من حديثه قوله ـ بنبرة يختلط فيها اللين بالشدة، والخطابة بالتدريس ـ: إنهم السلف.. أولئك الطاهرون الذين نستمد منهم كل شيء.. فهم مصابيح الهداية.. وهم النور الذي من فقده عمي.. وهم الحياة التي من لم يعشها مات قلبه وتهدمت أركان دينه..

(أيها المسلمون.. إن الحضارة الإنسانية بمكتشفاتها ومخترعاتها غالبا ما يكون آخرها خيرا من أولها بخلاف أديان الناس ومعتقداتهم؛ فإن متديني كل دين صحيح يكون أولهم خيرا من آخرهم، وسلفهم أهدى من آخرهم، ذلك أن الحضارة بدأت تحبو، في حين أن الأديان ولدت واقفة، والحضارة تراكم معرفي، أما الدين فهو وحي منزل وهدي محكم.. والفرق بين الأتباع الأوائل لكل دين صحيح وبين متأخريهم كمثل الفرق بين الماء عند منبعه والماء عند مصبه بعدما جرى وخالط ما خالط من الشوائب.. لذا فإن خير يهود: أنبياؤهم وأحبارهم الأولون، وخير النصارى: عيسى ابن مريم وحواريوه، وخير المسلمين: محمد a وصحابته المرضيون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)[1]


[1] من خطبة جمعة ألقاها الشيخ صالح بن محمد آل طالب بالمسجد الحرام، ببعض تصرف.

اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست