responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

(ص23) منه: (و كما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس ومكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس المسلمهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة وغاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة، ويشاهدون كل بلد وكل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال والأشجار والأنهار والبحار لا قرار لها، ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق، والمشرقية في المغرب، ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار)

وقال في (ص24 ) منه: (ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس فالناس يشاهدون الجبال في محلها لم تسيّر فهذا جبل النور في مكة في محله وهذا جبل أبي قبيس في محله وهذا أُحــد في المدينة في محلّه وهكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر وكل من تصور هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه وأنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم ونعوذ بالله من التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه وينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة العجماء)

شرب العبقري جرعات من العصير الغريب، ثم راح يقول، وهو يفتر عن ثغره بابتسامة عريضة: لاشك أنكم تنتظرون بشغف الدليل الثالث.. ركزوا جيدا.. لقد أشار إليه الله عز وجل في اعتباره الأرض موضوعة.. لقد قال يذكر ذلك: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾ [الرحمن: 10].. هل يعقل أن يتحرك الشئ الموضوع!؟ وهل يمكن لأحد أن يضع شيئا، ثم يأتى بعد ذلك ليجده قد تحرك بمفرده!؟

تأمل في وجوه الحاضرين.. فوجد الوجوم ظاهرا عليها، وكأنها لم تفهم مراده، فقال: لا بأس.. سأوضح لكم أكثر.. الوضع له معنيان: أحدهما أنه جعلها فى الأسفل.. لأن الوضع يعنى السفول، وجاءت فى مقابلة ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا﴾ [الرحمن: 7]..

اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست