responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

أيضًا من قلة الحياء)[1]

هذا مجرد مشهد من المشاهد التي ظللت ساهرا معها تلك الليلة، وأنا ممتلئ إعجابا بذلك العقل الذي يحوي أكبر ذاكرة تخزين في الدنيا، ويحمل معها أكبر برسيسور.. عفوا.. معالج في الدنيا.. ويحمل معهما أكبر رام.. عفوا.. ذاكرة عشوائية في العالم أجمع..

لكني في الصباح وبعد استيقاظي أخذتني الحيرة كل مأخذ، فما عساي أقول لتلك الطالبة، وكيف أواجه إلحاحها الشديد.. وما عساي أقول لزملائها، وقد وعدتهم أن أخصص لهم حصة حول ذلك العقل العجيب..

لكني الفنون التي تعلمتها من زملائي من الأساتذة راحت تتداركني.. وقد نجحت في تطيبقها أيما نجاح..

لقد ذهبت إلى الحصة، وأنا مرفوع الرأس، مع أنه لم يكن في عقلي أي معلومة أقدمها لهم عن ذلك العقل العجيب، ولا عن غيره من العقول..

وبمجرد دخولي إلى القاعة طلبت من الطالبة صاحبة السؤال أن تصعد، ثم قلت لزملائها: إن التعليم الجامعي لا يعتمد على التلقين بقدر ما يعتمد على تكوين القدرات، وتشكيل الكفاءات.. ولذلك فقد اخترت أحسن عضو في هذا القسم ليقدم لكم درسا، وتناقشوه فيه.. وهو حول العقل العجيب الذي وعدتكم بتخصيص حصة عنه.. وقد آثرت أن يكون الحديث عنه من طرف زميلتكم الباحثة العبقرية التي أعتقد جازما أن لها قدرات لا تقل عن أعجب العقول..

قلت ذلك.. ثم جلست مكان الطالبة.. وتركتها تقع في الحفرة التي حفرتها لي.


[1] المنتقى من فتاوى الفوزان (60 / 10)

اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست