responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 119

قلت: لقد قال رسول الله a: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)[1]

أخذ يبكي بشدة، ويقول: ويلي.. ويل نفسي.. ماذا فعلت بها.. إن كان هذا الرجل الذي ذكره رسول الله a قد شتم شخصا واحدا.. أو أشخاصا معدودين، فأنا شتمت ملايير الأشخاص.. وإن كان قد سفك دم واحد.. فأنا كنت أفتي بسفك دم ملايير البشر.. ويلي ماذا أفعل لهم.. وما هي الحسنات التي تكفيهم إن خاصموني عند ربهم.. وويل لي من سيئاتهم إن صبت علي.

قلت: مهلا يا رجل.. فالله حكيم عادل.. وأنت كنت مشتبها عليك.. بل كنت مجتهدا اجتهادا خاطئا.. والله يغفر لك..

نظري إلي، ودموعه تنحدر بقوة، وقال: وهل الاجتهاد الخاطئ يجيز لي أن أكذب، وأنا أعلم أنني أكذب.. وهل يجيز لي أن أرمي غيري بالعظائم، وأنا أعلم أن كل ذلك غير صحيح؟

لم أدر ما أقول، فقال: لقد كنت بين قوم يعتبرون الكذب والدجل شريعة محكمة يمكننا أن نمارسها مع من شاء..

قال ذلك، ثم أخرج لي من جيبه مطوية، وقال: خذ هذه المطوية الملعونة، واقرأها علي، لأقص عليك ما جرت علي من ويلات..

أخذتها، فوجدت عنوانها [تنبيه السنيين السلفيين إلى جواز استعمال الحيل مع


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : عقول معطلة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست