responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23

 

قال أحدهم: بلى.. وأروي من ذلك الكثير، ومن ذلك قول ابن أبي مليكة:(أدركت ثلاثين ومائة - وفي رواية خمسين ومائة - من أصحاب النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) كلهم يخافون النفاق)

وقيل للحسن: إن قوماً ما يقولون إنا لا نخاف النفاق، فقال:(والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من تلاع الأرض ذهباً)، وكان يقول:(إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب، والسر والعلانية، والمدخل والمخرج)

قال آخر: وقد كانوا يستدلون بالخوف من النفاق على الإيمان، وقد روي أن رجلا قال لحذيفة:(إني أخاف أن أكون منافقاً)، فقال:(لو كنت منافقاً ما خفت النفاق إن المنافق من أمن النفاق)

قال آخر: وكانوا يرون كل المظاهر التي حادت بالمسلمين عن الجادة من النفاق، حتى قال حذيفة: المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه).. وقيل للحسن البصري:(يقولون: أن لا نفاق اليوم)، فقال:(يا أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطريق).. وقال هو أو غيره:(لو نبتت للمنافقين أذناب ما قدرنا أن نطأ على الأرض بأقدامنا)

قال الحكيم: فهل منكم من يرى نفسه بهذه الرؤية؟.. أم أنكم تكتفون بأن تجعلوا من أنفسكم قضاة محصنين بالصكوك التي تحميكم، ولا تحمي سواكم.

سقط سيف أحدهم، وقال: صدقت ـ سيدنا الحكيم ـ.. لقد أنطقك الله بالحكمة.. لقد كنت إلى هذه اللحظة أعتبر نفسي على الحق الذي لا يخالفني فيه إلا مبطل..

لقد كتبت رسالة في العقيدة، قلت في خاتمتها بكل كبرياء:(فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه، ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه الجماعة ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست