responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

 

قال: كل أحاديث رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) نصائح لا يستطيع أي شيء في الدنيا أن يعوضها.. ولكنكم تحولونها إلى أشواك تزرع اليأس وتجني الإحباط.

قلت: ولكن كيف لا نحبط.. وقد خصت هذه الأمة بهذه الجينات الخطيرة.. ألا يصاب المريض بالحزن إن علم أن بعض جيناته تختزن السم الزعاف؟

قال: هذا الجين الذي أخبر عنه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) دليل على كمال الأمة، وبشارة بانتشارها.

قلت: كيف ذلك؟

قال: كل كمال لا بد أن يحمل بذور التعدد.. وبذور التعدد هي التي قد تنشئ الاختلاف.. وهو الذي قد ينشئ العداوة.

قلت: فقد انتهى الأمر إلى العداوة.

قال: وقد ينتهي إلى تعدد الكمال..

قلت: لا أفهم هذا.

قال: هذه الأمة تضم الأجناس والألوان المختلفة.. وهي تضم معهم ألسنة متشعبة، وأعرافا متباينة، ومشارب تختلف أذواقها.. وكل هذا الاتساع والانتشار في الطبيعة ينشئ اتساعا وانتشارا في الفكر والفهم والسماع.. وهذا كله موصل للكمال.

قلت: لا أزال قاصرا عن إدراك سر علاقة الكمال بهذا.

قال: أرأيت لو أن تلميذا من الله عليه، فتتلمذ على مشايخ تتعدد مشاربهم ولغاتهم.. فكل يعبر له عن المعلومة بأسلوبه ولغته.. أيهما أكمل: أهو، أم ذلك الذي لم يغادر بلده، ولم يتلق من غير معلم قريته؟

قلت: لا شك أن الأول يكون أكثر نضجا وعمقا، وأقرب إلى الكمال من الثاني.

قال: فكذلك هذه الأمة.. لقد خصها الله بميزتين استدعت ظهور الاختلاف: أما أولهما، فهو أنها عامة للبشر جميعا بطبائعهم المختلفة، وأما الثاني، فهو أنها الرسالة

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست