responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ولا تفرقوا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45

وليس ببعيد علينا ذلك الحشد الهائل من السباب الذي يكال لمن اختاروا لأنفسهم أن يتسموا بكتائب أبي الفضل العباس، أو الزينبيين، أو الفاطميين.. بينما يكال أضعافه من المديح والثناء على من تسموا بأحفاد يزيد، أو نور الدين الزنكي، أو السلطان مراد.

وهذا كله وغيره يدل على ما ذكرنا من أن الكل شيعة.. وهم لا يختلفون فقط إلا في الأئمة الذين يشايعونهم.

وهذه حقيقة سنكتشفها بسهولة عندما نزيح الغشاوة عن عقولنا، ونزيح معها أغلال التقليد التي تقيدنا، ونرى الأمور بشكلها الصحيح.. حينها لن نرى في الواقع الإسلامي جميعا.. بل في واقع الأديان جميعا سوى شيعة يحقر بعضهم بعضا، ويؤذي بعضهم بعضا، ويستكبر بعضهم على بعضهم تحت رايات الأئمة المعصومين الذين يشايعونهم.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة، فقال: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65]

فهذه الآية الكريمة تبين أن الأمة حين تفتقد البوصلة التي تهديها إلى قبلة الحقيقة، سوف تتحول إلى شيع يذيق بعضها بأس بعض، ويلعن بعضها بعضا، ويستكبر بعضها على بعض.

ومثل ذلك وأخطر منه قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، فقوله تعالى مخاطبا رسوله a: (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) تحمل دلالات خطيرة أقلها براءة رسول الله a من هؤلاء الذين فرقوا دينهم، وحولوه إلى شيع متناحرة.

اسم الکتاب : ولا تفرقوا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست