responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

حجارة في أزقة الطائف

من لطف الله بعباده أن يعيد لهم التاريخ والابتلاءات المرتبطة به كل حين بثياب جديدة، وبامتحانات جديدة.. ليمحص كل إنسان التمحيص الذي يبرز سريرته، ويكشف نيته، ويدل على حقيقته التي يخفيها بتكبره وغروره ودعاواه.

كنت أراقب الأحداث، فأرى كل يوم مرحلة من مراحل التاريخ تمر أمامي.. فمرة أرى الحرة، حيث استبيحت المدينة.. ومرة أرى كربلاء حيث حصلت أكبر مأساة في التاريخ.. ومرة أرى المصاحف وهي ترفع لتقوم على أساسها دول اللصوص والانتهازيين والمجرمين..

كنت أرى كل ذلك، وأعتبر به.. لكني لم أكن أتصور أنه سيأتي اليوم الذي أرى فيه بعيني ما حصل لرسول الله  يوم ذهب إلى الطائف.

خطر على بالي هذا عندما ذهبت إليها بعد أداء العمرة، لأرى البلدة التي تشرفت بسير رسول الله  بين جنباتها وأزقتها.. وتشرفت بعد ذلك بأن تشربت تربتها ببعض دماء رسول الله ..

كان أول ما فعلته عندما دخلت إليها هو زيارتي للمسجد الذي أقيم في نفس المكان الذي سار فيه رسول الله .. كان الإمام فصيحا بليغا، يملك الكثير من أدوات البيان التي تخول له أن يصور الحقائق، وكأن المستمع يراها رأي عين.. كان يتحدث عن سيرة رسول الله .. وكان يتحدث عن قدومه  للطائف.. وكيف قابله أهل الطائف بذلك العنف وتلك الشدة.. وكيف أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويرمون عراقيبه بالحجارة، حتى دميت عقباه، وتلطخت نعلاه، وسال دمه الطاهر على أرض الطائف.. وما زالوا به حتى ألجأوه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة، فعمد إلى ظل شجرة من عنب، فجلس فيه هو وصاحبه زيد، ريثما يستريحا من عنائهما، وما أصابهما.

اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست