responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

يأكلون لحم الحيوان.. وذلك انطلاقاً من مبدأ اللاعنف الذي يمنع ذبح الحيوان.

قام آخر، وراح يخطب بصوت مرتفع، وهو يلوح بيده ذات اليمين، وذات الشمال: يا قوم.. ما هذا.. أين وصل بنا الأمر.. هذه عاقبة ابتعادنا عن منهج السلف.. أخبروني بربكم ما حاجتنا لأن نعتقد بعقائد أولئك الذين حرموا من نعمة الإسلام ؟.. ما حاجتنا لأن نعتقد بعبارة قالها قزم حقير منبوذ اسمه غاندي؟

ثم راح يسرع في كلامه، ويرطن فيه، حتى أني لم أفهم ولو كلمة واحدة، فقد كانت كلماته يسابق بعضها بعضا، وكل كلمة تالية تبلع التي سبقتها أو تذبحها..

وبعد فترة طويلة اختلط فيها كلام البشر بأصوات الأنعام، جلس وهو يلهث من كثرة حديثه.. فقام آخر أكثر هدوءا، وقال: لا بأس.. مهما كان شأنه.. ومهما كانت الديانة التي تأثر بها.. دعونا نطلع على محاضرته.. فلعله تاب فيها عن تلك الهرطقات التي كان يؤمن بها.

قال ذلك، ثم أخذ المحاضرة، واطلع عليها بسرعة، ثم صاح، وكأن عقربا لدغته( ): انظروا إلى السفيه الرويبضة ماذا يقول.. يبدو عليه أنه ليس متأثرا بتلك الديانات فقط.. بل هو متأثر أيضا بالشيوعية الملحدة.. أنظروا.. لقد قال معلقا على قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]: (الفكر الماركـســـي لبه ومبتداه ومنتهاه في إدراك محتوى هذه الآية، حيث لمحوا قدرة الإنسان على صـنــع التاريخ، والقيام بعملية التغيير، فهذا الضجيج الذي أحدثه الفكر الماركسي خلال أكثر من مئة عام، إنما كان تبنّيهم لهذه الفكرة وإدراكهم لها)( )

اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست