اليهود؟ قال: لا. قال: فمن النصارى؟ قال: لا. قال: فمن المجوس؟ قال: لا.
فقال: فممن؟ قال: من الموحدين، قال: كذبوا هؤلاء ليسوا بموحدين، هؤلاء زنادقة، من
زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق، ومن زعم أن مخلوق فقد كفر، هؤلاء
زنادقة، هؤلاء زنادقة)( )
وعن يحيى بن خلف المقرئ قال: أتيت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش؛ فسألته: ما
تقول في من قال: القرآن مخلوق؟ فقال: كافر، وكل من لم يقل: إنه كافر؛ فهو كافر. ثم
قال: أيُشك في اليهودي والنصراني؛ أنهما كافران؟ فمن شك في هؤلاء أنهم كفار؛ فهو
كافر، والذي يقول: القرآن مخلوق. مثلهما( ).
وعن يزيد بن هارون قال: من قال: القرآن مخلوق. فهو كافر، ومن لم يكفره؛ فهو
كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر( ).
وعن سفيان بن عيينة قال: القرآن كلام الله عز وجل؛ من قال: مخلوق. فهو كافر،
ومن شك في كفره؛ فهو كافر( ).
قام آخر، وقال: ألا تعلم أيها الزنديق الحليق كيف وقف سلفنا الأول من أصحاب
القلوب الطاهرة والعقول النيرة من ذلك المعتزلي الخبيث عمرو بن عبيد.. لقد ملأوا
حياته عليه غصصا، حتى صار لا يطيق الخروج من بيته من كثرة تأليبهم العوام عليه.
لقد قال عبدالوهاب بن الخفاف: مررت بعمرو بن عبيد وحده، فقلت: مالك؟ تركوك؟
قال: نهى الناس عني ابن عون فانتهوا( ).