responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

السلف الصالح.. فيبدأ بالعرب، ويوفون نصيبهم من العطاء.. ثم بعد ذلك وبنصيب أقل يعطى العجم.. وقد كان ذلك ديدن الدول الإسلامية التي كان يحكمها العرب.. (هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس، إلى أن تغير الأمر بعد ذلك)( )

قال القومي: فحدثنا عن حكم العجم للعرب.. هل تراه مرضيا في الشريعة؟

قال النجدي: بورك فيك.. هذا سؤال مهم جدا.. فمن البدع الحادثة، والتي خربت الأمة الإسلامية حكم العجم من الفرس والكرد والأمازيغ والترك للعرب.. لقد قال المتنبي يذكر خطورة حكم العجم للعرب:

وإنّما الناس بالملوك ‌

لا أدبٌ عندهم ولا حسب وما تفلح عُربٌ ملوكها عجم

ولا عهودٌ لهم ولا ذمـــــــــــم

والتاريخ يشهد عجز العجم عن حكم العرب بشكل جيد إلا في النادر.. وأحسن دولة لهم كانت دولة المماليك. كان في أقوى قوتها في أول عهدها زمن بيبرس، ثم لم تلبث أن ضعفت لأن حكامها ما أرادوا الاعتماد على العرب في الجيش، وإنما استقدموا العبيد ليدربوهم على القتال، خوفاً من انقلاب العرب عليهم. وهذا دوماً كان مصدر ضعف لهم. ثم لم يعد يكفي العبيد الأتراك فجاءوا بالعبيد الشركس فانقلبوا عليهم، ثم هؤلاء بدورهم أصابهم الضعف لنفس السبب حتى انهارت الدولة.. فسبب الضعف أنهم دوماً أقلية لا يريدون الاعتماد على العرب. أما العثمانيون فهم مثال على الفشل الذريع في حكم العرب. وكانت دولتهم أقوى قبل أن يحكموا بلاد العرب لأن جيشهم توزع على بلاد شاسعة، مع رفضهم في نفس الوقت الاعتماد على العرب في مناصب قيادية.

اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست