وقد اختيرت تلك الدولة خصوصا لما لها من أهمية ودور وتأثير في جميع بلاد
العالم الإسلامي.. إضافة لما عرفت من أحداث تاريخية كثيرة مرتبطة به.
وقد حصل للهيئة قبل ذلك الكثير من المشاكل بسبب الفوضى التي تحصل في تلك
الدولة بسبب الشخصيات التي توظفها.. ولذلك طلبت من المسؤولين أن يتولوا هم اختيار
الشخصية المناسبة لتولي ذلك المنصب الحساس..
ولعلم المسؤولين أن أسباب كل الفوضى التي تحصل ترجع إلى بعض المتدينين
المتشددين الذين استطاعوا بما لديهم من وسائل أن يشعلوا نيران الفتن متى شاءوا،
وأن يخمدوها متى شاءوا.. لعلمهم بهذا طلبوا من الهيئة أن تذهب إلى وزارة الأوقاف
وإلى مجلسها العلمي..
واجتمع المجلس في ذلك اليوم.. وتقدم مندوب هيئة الأمم المتحدة، وقال: لدي
عشرة أسماء لتنظروا فيها.. فمن ترونه أهلا لذلك نصبناه في ذلك المنصب الخطير الذي
ذكرته لكم.
قال أحد الحاضرين: أليس من الأجدى أن نقترح نحن الأشخاص الذين يمكن أن
يتولوا هذا المنصب؟
قال المندوب: لا.. ليس هذا من عرفنا.. فلدينا مواصفات كثيرة في الأشخاص
الذين نوليهم مثل هذه المناصب.. ولذلك لا مناص لكم من اختيار واحد من هؤلاء.. وإلا
فسنضطر إلى ترك مكتبكم فارغا.. وستحرمون من حصتكم من المؤتمر الدولي الكبير.
قلب بعض الأوراق أمامه، ثم قال: لا تخافوا.. فكل الشخصيات المقترحة شخصيات
علمية، وذات بعد ديني، ولها تاريخ محترم.. بالإضافة إلى ما لديها من الخبرات.. لا
تخافوا فقد أخذنا كل ما يخطر على بالكم بعين الاعتبار.