responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 81

بالك يا رجل.. أراك أخطأت في هذا الاسم.. فالذهبي من أصدقاء ابن تيمية المقربين.. وقد سمعت البارحة أحاديث له في فضله..

قال الحنبلي: صدقت في ذلك.. فلا مانع أن يثنى المرء على شخص معين في بادىء الأمر اعتمادا على حسن الظن به، ثم بعدما يتبين له حاله يقدحه ويذمه، وهذا أمر مشاهد ومعروف، ومن قال غير ذلك، فليراجع كتب التواريخ والطبقات.

لقد كان في جملة المثنين عليه التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمَّد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء انقلب بعد ذلك.. وتخلى عنه هؤلاء جميعهم.

قلت: أجل.. لقد طالعت أمثال ذلك.. ولكن ليس مع الذهبي.. إنه شخص مختلف تماما.. وثناؤه على ابن تيمية يدل على كونه صادقا في ذلك.

قال الحنبلي: صدقت.. ومن قال لك غير ذلك.. لكن لم يقبل التيميون الثناء، ويعرضون عن الهجاء.. أليس الذي صدق في الثناء يصدق في الهجاء.. لقد ذكر الذهبي نفسه ذلك في رسالته (بيان زغل العلم والطلب).. فقد ورد فيها قوله: (فوالله ما رمقت عيني أوسع علمًا ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أَخَّرَهُ بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفَّروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وآثام أصدقائهم، وما سلَّطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقّون، فلا تكن في ريب من ذلك)

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست