اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 66
بين أهل
الإسلام بدع يهودية من القول بالتشبيه والتجسيم والجهـة والمكان في حـق الله تعالى،
مما عملته أيدي أعداء الإسلام تنفيذا لحقدهم عليه، ودخلت الغفلة على بعض أهل
الإسلام، والمؤمن غر كريم، فقيض الله لهذه البدع من يحاربها وهم السواد الأعظم من
علماء هذه الأمة، وقد أثمر سعيهم ولله الحمد، فصارت بفضل جهادهـم كالمتحرك حركة
المذبوح، حتى إذا كانت أوائل القرن الثامن أخذت هذه البدع تنتعش إلى أخوات لها لا
تقل عنها خطراً على يد رجل يدعى أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني، فقام العلماء
من أهل السنة والجماعة في دفعها حتى لم يبق في عصره من يناصره إلا من كان له غرض
أو في قلبه مرض..)[1]
ورأيت من
بينها المحدث الشيخ عبد ربه بن سليمان بن محمد بن سليمان القليوبي الأزهري، فسألت
الشيخ صفي الدين عنه، فذكر لي أنه من علماء الأزهر الذين واجهوا انحرافات ابن
تيمية وأنه صاحب كتاب (فيض الوهاب في بيان أهل الحق ومن ضل عن الصواب) في ستة
أجزاء، والذي رد فيه على ابن تيمية وأتباعه.. ومن تصريحاته في ذلك قوله: (قد عرفت
مما قدمنا لك أن ابن تيمية هو الذي جمع شتات أقوال الخوارج وغيرهم من الملحدين
ودونها رسائل، وتلقاها عنه تلاميذه الذين فتنوا بحبه لنشأتهم على ذلك واستعدادهم
له، ووسعوا فيها الضلالات)[2]
ومنها قوله:
(ابن تيمية الذي أجمع عقلاء المسلمين أنه ضال مضل، خرق الإجماع وسلك مسالك
الابتداع، الذي ما ترك أمراً مخالفاً ولا مبدءاً معارضاً لما عليه إجماع المسلمين
إلا وسلكه، فكان كل من كان على هذا المبدأ من أهل الضلالة المقابل لأهل الحق يدعو
إلى هذا المبدأ، وهم حزب الشيطان المقابل لحزب الرحمن، إذ الأمر في الدين اثنان لا
ثالث