اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 427
المثال الخامس:
قال القاضي:
وعيت هذا، فهات المثال الخامس.
قال الخليلي:
لم يكتف ابن تيمية بالتحريض على هدم الكنائس، بل راح يحرض على المسيحيين أنفسهم،
ويستعمل كل الطرق لدعوة الحكام والمجتمع لإذلالهم، بل وإخراجهم من أرضهم.. ويستشهد
لذلك بما فعله صلاح الدين والأيوبيون، فيقول: (وصلاح الدين وأهل بيته كانوا يذلون
النصارى، ولم يكونوا يستعملون منهم أحداً من أمرٍ من أمور المسلمين أصلاً. ولهذا
كانوا مؤيدين منصورين على الأعداء مع قلة المال والعدد. فيما قويت شوكة النصارى
والتتار بعد موت العادل، أخي صلاح الدين، حتى إن بعض الملوك أعطاهم بعض مدائن
المسلمين) [1]
بل إنه
يستنبط من التاريخ قاعدة عامة وسنة من السنن الكبرى الخطيرة، فيقول: (فكان ولاة
الأمور الذين يهدمون كنائسهم ويقيمون أمر الله فيهم كعمر بن عبد العزيز وهارون
الرشيد ونحوهما مؤيدين منصورين، وكان الذين هم بخلاف ذلك مغلوبين مقهورين. وإنما
كثرت الفتن بين المسلمين، وتفرقوا على ملوكهم من حين دخل النصارى مع ولاة الأمر
بالديار المصرية، في دولة المعز، ووزارة الفائز، وتفرق البحرية، وغير ذلك)[2]
وهو يعتبر
أمثال هؤلاء الحكام الذين يذلون المسيحيين والأقليات ويضطهدوهم هم الطائفة
المنصورة التي نص عليها الحديث، فيقول: (وقد صح عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين
على الحق، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة)، وكل من عرف سير
الناس وملوكهم رأى كل من كان أنصر لدين الإسلام،