responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 404

قال القاضي: فهل ضربت لي مثالا على ذلك ييسر لي فهم قصدك.

قال الإسكندري: من الأمثلة على ذلك موقفه من السماع الصوفي أو الإنشاد أو الغناء الروحي، وهو ما استعمله الصوفية لترغيب المريدين وعامة الناس في التعلق بالله ورسوله والأولياء والصالحين وكل المعاني الإيمانية.

قال القاضي: عجبا.. هل أنكر ابن تيمية هذا؟

قال الإسكندري: أجل.. هو وكل مدرسته راحوا يشنعون على هذا، ويسخرون من فاعليه، بل يكفرونهم لأجل أي بيت أو قصيدة يتغنون فيها بالمعاني الإيمانية والقيم الروحية.

وسأضرب لك مثلا على ذلك بفتوى طويلة لابن تيمية [1] أجاب فيها على سؤال مهم حول رجل من الصالحين أراد أن يدعو جماعة من المنحرفين إلى الله، ولم ير حلا لذلك سوى (أن يقيم لهم سماعاً ـ أي غناء ـ يجتمعون فيه بهذه النية، وهو بدف بلا صلاصل، وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابة، فلما فعل هذا تاب منهم جماعة، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات، ويؤدي المفروضات، ويجتنب المحرمات، فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه لما يترتب عليه من المصالح مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلا بهذا؟)[2]

فمع أن السائل ذكر سوء حال المدعوين قبل هدايتهم، وأنهم كانوا مرتكبين لذنوب كبائر متعدية كالقتل وسرقة المال وقطع الطرق.. ومع أن الداعية الذي قام بذلك ـ كما ذكر السائل ـ كان شيخاً معروفاً بالخير واتباع السنة.. ومع أنه قصد من فعله الخير.. ومع أنه لم يمكنه إلا اتخاذ هذه الطريقة لهدايتهم.. ومع أنه لم


[1] طبعت هذه الفتوى ضمن مجموع الفتاوى (11/620-635)وقد أفردت في كتيب صغير بعنوان: الطرق الشرعية والطرق البدعية في المسائل الدعوية.

[2] مجموع الفتاوى (11/ 620)

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 404
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست