responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37

شأنه عند نفسه.

تقدم ابن باز إلى المنصة يقوده بعضهم.. ثم قدم مقدمة طويلة كسائر من سبقه، ثم قال: كل ما حدثكم به ممن سبقني من المتحدثين قليل جدا بجانب ما سأحدثكم عنه.. ذلك أنه الأساس في عظمة شيخ الإسلام.. بل لولاه لكنا الآن نعقد المجالس والمؤتمرات في ذمه والتحذير منه.. لا شك أنكم عرفتم جوهر اهتمامنا به وتعظيمنا له.. إنه سلفيته الخالصة[1].. فابن تيمية هو إمام السلفية في عهده والعهود التي لحقته.. لقد كان على منهج السلف اعتقاداً وتعبداً وعملاً وجهاداً.. فهو السلفي بمعنى الكلمة، فلا يعرف في عهده ولا بعده من احتذى حذو السلف أو اقتدى بالسلف أو اقتدى بالسلف حذو القذة كابن تيمية، فإنه قرر مذهبهم في المعتقد؛ في الأسماء والصفات، في توحيد الربوبية والألوهية، في اليوم الآخر، في القضاء والقدر، في الوعد والوعيد، وفي كل مسألة كبيرة أو صغيرة من المسائل كان على منهج السلف، ولم تعرف له مخالفة، وليس معصوماً لكنه رجاع إلى الحق، وكان مقصده أن يقرر مذهب السلف، وهو الذي نظره وأظهر للناس، وألف فيه وشرحه وبسطه وأوضحه وأزال الشبه عنه، ونفض الغبار الذي تراكم عليه في القرون التي تلت التابعين ورد على خصوم هذا المنهج، ودحض أقاويلهم، فأظهر هذا المنهج أيما إظهار، ونصره أيما نصر، وخدمه أيما خدمة، فصار معلوماً للخاص العام، وعلمه في دروسه وفي خطبه، ودعا إليه سراً وجهراً، حتى في مجالس الملوك، وفي ديوان السلطان، وفي بلاط الوزراء والأمراء، وفي مجامع القضاة فكان ينتصر لهذا المذهب ويغضب له، ويرى أنه الحق وأنه الأسلم والأعلم والأحكم، وكل رسائله ومؤلفاته وكتبه تشهد بذلك، فلو قلت: إن الناصر – حقيقة – لمذهب السلف من عصر ابن تيمية إلى الآن هو ابن تيمية لما ابتعدت عن


[1] النص التالي من الكتاب السابق (على ساحل ابن تيمية بتصرف) بتصرف.

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست